فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنفال آية 72]:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شيء حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)}

.الإعراب:

{إنّ} حرف مشبّه بالفعل {الذين} اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ {آمنوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (هاجروا، جاهدوا، آووا، نصروا) مثل آمنوا (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق بـ(جاهدوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (أنفسهم) مثل أموالهم ومعطوف عليه (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بـ(جاهدوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) معطوف على الأول (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. و(الكاف) حرف خطاب (بعض) مبتدأ ثان مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (أولياء) خبر المبتدأ بعض مرفوع (بعض) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) مثل الأولى (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يهاجروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (ما) حرف نفي (لكم) مثل المتقدّم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من ولاية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء و(هم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يهاجروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (استنصروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.
والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (في الدين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (استنصروكم) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ، والجار والمجرور خبر مقدّم (النصر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (إلّا) أداة استثناء (على قوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف هو المنصوب على الاستثناء أي إلّا النصر على قوم (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر مقدّم و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بينهم) مثل الأول ومعطوف عليه (ميثاق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ و(ما) حرف مصدريّ (تعملون) مضارع مرفوع والواو فاعل (بصير) خبر المبتدأ اللّه مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ(بصير).
جملة: {إنّ الذين آمنوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: {هاجروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {جاهدوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {آووا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: {نصروا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة آووا.
وجملة: {أولئك بعضهم أولياء} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {بعضهم أولياء} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: {آمنوا} (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: {لم يهاجروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا (الثانية).
وجملة: {ما لكم... من شيء} في محلّ رفع خبر.
وجملة: {يهاجروا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يهاجروا) في محلّ جرّ بـ(حتّى) متعلّق بمحذوف خبر شيء.
وجملة: {استنصروكم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {عليكم النصر} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {بينكم... ميثاق} في محلّ جرّ نعت لقوم.
وجملة: {اللّه... بصير} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

.الصرف:

(آووا)، فيه إعلال بالحذف أصله آواوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه أفعوا بفتح العين، والمدّة فيه منقلبة عن همزتين الأولى متحرّكة بالفتح والثانية ساكنة أي أأووا لأنّ المضارع يؤوى.
(ولاية)، اسم بمعنى الموالاة في الدين أي النصرة، وقد تكسر الواو فيصبح مصدرا تشبيها له بالمصدر الدالّ على الحرفة والعمل، وزنه فعالة بفتح الفاء.

.الفوائد:

الملاحظ في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} أن الفعل آوى عند ما اتصل بواو الجماعة حذف آخره وفتح ما قبل الواو. وبهذا المجال سيوضح شيئا عما يتعلق بالفعل الناقص (أي المختوم بحرف علة):
1- إذا اتصل الفعل المعتل الناقص بواو الجماعة فإنه يحذف آخره، سواء كان في حالة الماضي أم المضارع، أم الأمر مثل: مشوا- يمشون- امشوا.
2- ننظر إلى الحرف المحذوف، فإن كان ألفا فتحنا ما قبل واو الجماعة، لأن الفتحة دليل على الألف المحذوفة، مثل: آووا- يرضون- ارضوا. أما إذا كان المحذوف واوا أو ياء، فإننا نضم ما قبل واو الجماعة مثل: نسوا- يمشون- يعلمون- امشوا- ادعوا. إلخ.
ونفس الحكم ينطبق على هذه الأفعال إذا اتصلت بياء الخطاب، فنفتح ما قبل الياء إن كان المحذوف ألفا مثل: أنت تنسين- انسي ويكسر ما قبل الياء إن كان المحذوف واو أو ياء مثل: أنت تمشين- أنت امشي- أنت تدعين- أنت ادعي.

.[سورة الأنفال الآيات 73- 75]:

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ (75)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (بعضهم أولياء بعض) مرّ إعرابها، (إن) حرف شرط جازم (لا) نافية (تفعلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به وهو تولّي المسلمين وقطع الكفّار (تكن) مضارع تامّ جواب الشرط مجزوم (فتنة) فاعل تكن مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفتنة (الواو) عاطفة (فساد) معطوف على فتنة مرفوع مثله (كبير) نعت لفساد مرفوع.
جملة: {الذين كفروا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {بعضهم أولياء...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: {تفعلوه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تكن فتنة} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
(الواو) عاطفة {الذين آمنوا} مثل الذين كفروا... {وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه} مرّ إعرابها، (الواو) عاطفة {الذين آووا} معطوف على مثل المتقدّم، (هم) ضمير فصل، {المؤمنون} خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو {حقّا} مفعول مطلق مؤكّد لمضمون الجملة السابقة منصوب (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {مغفرة} مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة {رزق} معطوف على مغفرة مرفوع {كريم} نعت لرزق مرفوع.
وجملة: {الذين آمنوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: {هاجروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {جاهدوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {آووا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: {نصروا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة آووا.
وجملة: {أولئك... المؤمنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الأول.
وجملة: {لهم مغفرة} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين)... أو في محلّ نصب حال من الضمير في (المؤمنون) والعامل فيها الإشارة.
و(الواو) عاطفة {الذين آمنوا} مثل الأولى {من} حرف جرّ {بعد} اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ، متعلّق بـ {آمنوا}، (الواو) عاطفة في الموضعين (هاجروا، جاهدوا) مثل كفروا (مع) ظرف منصوب متعلّق بـ(هاجروا، جاهدوا)، و(كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) زائدة زيدت في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط {أولئك} مثل الأول (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (أولو) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (الأرحام) مضاف إليه مجرور (بعض) مبتدأ ثان مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (أولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (في كتاب) جارّ ومجرور متعلّق بـ(أولى)، أي أحقّ في حكم اللّه (إن اللّه... عليم) مثل إنّ اللّه غفور، {بكلّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {عليم} {شيء} مضاف إليه مجرور.
وجملة: {الذين آمنوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا..
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {هاجروا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {جاهدوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {أولئك منكم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {أولو الأرحام...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم.
وجملة: {بعضهم أولى...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولو الأرحام}.
وجملة: {إنّ اللّه... عليم} لا محلّ لها استئنافيّة. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

[8] سورة الأنفال مدنيّة وآياتها خمس وسبعون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:

.[سورة الأنفال الآيات 1- 4]:

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيمانًا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}

.اللغة:

{الْأَنْفالِ}: جمع نفل، بفتح النّون والفاء، كفرس وأفراس، والمراد بها الأغنام. والنّفل: الزيادة والغنيمة. ومنه قول لبيد:
إنّ تقوى ربّنا خير نفل ** وبإذن اللّه ريثي وعجل

شبّه لبيد الثّواب الّذي وعده اللّه عباده على التقوى بالنفل، وهو ما يعده الإمام المجاهد تحريضا على اقتحام الحرب، فاستعار النفل نه على طريق الاستعارة التصريحيّة، وأخبر به عن التّقوى، لأنّها سببه. ويجوز استعارة النفل للتقوى بجامع النفع. وريثي: بطئي، وعجل: أي عجلي، فحذفت الياء لوزن الشعر. وفي المصباح: النّفل:
الغنيمة: والجمع أنفال، مثل سبب وأسباب، والنّفل بسكون الفاء: مثله.
{وَجِلَتْ} وجل بالكسر في الماضي، يؤجل بالفتح في المضارع، وفيه لغة أخرى، وهي وجل بفتح الجيم في الماضي، وكسرها في المضارع، فتحذف الواو، كوعد يعد.

.الإعراب:

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} كلام مستأنف مسوق لتقرير تشريع الغنيمة في الجهاد، ويسألونك فعل مضارع وفاعل ومفعول به، والضمير الفاعل هو من سأل هذا السّؤال، ممن حضروا غزوة بدر. وسأل يكون تارة لا قتضاء معنى في نفس المسئول، فيتعدى إلى الثاني بعن، كهذه الآية وقد يكون لاقتضاء مادة أو مال، فيتعدّى لاثنين نحو سألت زيدا مالا. وعن الأنفال متعلقان بيسألونك كما تقدم، وقل فعل أمر والأنفال مبتدأ وللّه خبره والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول والرسول عطف على الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} الفاء الفصيحة، واتقوا فعل أمر وفاعل، ولفظ الجلالة مفعول به، وأصلحوا عطف على اتقوا، وذات بينكم مفعول به، ومعنى ذات بينكم: ما بينكم من الأحوال، حتى تكون أحوال ألفة ومحبّة واتّفاق. فالبين هنا بمعنى الاتّصال، ويطلق أيضا على الفراق، فهو من الأضداد.
وإن شرطية، وكنتم فعل الشرط، والتاء اسمها، ومؤمنين خبرها، والجواب محذوف لدلالة ما قبله عليه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} إنما كافة ومكفوفة، والمؤمنون مبتدأ، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان من أراد بالمؤمنين، بذكر أوصافهم الجليلة المستتبعة لما ذكر من الخصال الثلاث الآتية، والذين خبر، وإذا ظرف لما يستقبل متضمن معنى الشرط، وجملة ذكر اللّه في محل جر بالإضافة، واللّه نائب فاعل، وجملة وجلت قلوبهم لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم {وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيمانًا} عطف على الصفة الأولى، وجملة زادتهم لا محل لها، وإيمانا مفعول به ثان أو تمييز {وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} صفة ثالثة داخلة في نطاق الصلة للموصول، وعلى ربهم جار ومجرور متعلقان بيتوكلون، والتقديم يفيد الاختصاص، أي: عليه لا على غيره {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ} وأردف الصفات الثلاث المتقدمة- وهي من أفعال القلوب، وهي الخشية والإخلاص والتوكل- بصفتين من أعمال الجوارح، وهما إقامة الصلاة والصدقة. وقد تقدم إعراب نظائرها {أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} اسم الاشارة مبتدأ، وهم ضمير فصل أو خبر ثان، والمؤمنون خبر على كل حال، والجملة خبر اسم الإشارة، والجملة مستأنفة، وحقا صفة لمصدر محذوف، أي هم المؤمنون إيمانا حقا، ويجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لمضمون الجملة، كقولك: هو عبد اللّه حقا {لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} لهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، ودرجات مبتدأ مؤخر، وعند ربهم ظرف متعلق بدرجات لأنها بمعنى أجور أو يتعلق بمحذوف صفة لدرجات لأنها نكرة، ومغفرة ورزق كريم عطف على درجات.